الضغود النفسية تؤثر بشكل كبير على كل عضو فى أعضاء الجسم، كما أن هناك أمراضا كاملة تكون أعراضها الأسباب النفسية، ولكن هل يدخل فى نطاق ذلك أمراض الظهر؟
يوضح الدكتور عبد العظيم العوادلى، أستاذ الطب الرياضى، أنه:
فى بعض حالات إصابات العضلات بالآلام سواء فى الرقبة أو فى الظهر نتيجة لأسباب نفسية، وهذا الألم يشابه ذلك الألم الحقيقى الناتج عن التوتر العضلى، ولكن الاختلاف هو فى أن التوتر العضلى يحدث بسبب الانفعالات الزائدة، وليس بسبب تلف فى أحد الأنسجة أو مكونات الجسم أو نتيجة إحدى الإصابات الرياضية.
ويبين دكتور عبد العظيم أنه عندما يغضب الإنسان أو يحبط وتهبط عزيمته أو يشعر بالخوف فإن الجسم ينتج مواد كيميائية تجعل العضلات مشدودة، مما يجعلها مستعدة للأداء والحركة، وهذه المواد يطلق عليها هرمونات القتا أو الطيران.
وبدون هذه الهرمونات ما كان القدماء المصريون يستطيعون العيش فى عام ما قبل التاريخ، واليوم فإن الجسم يعمل بنفس الطريقة، ولكن العالم اليوم شىء آخر، فالإنسان على الرغم من أنه مازال يشعر بالغضب والخوف إلا أن التوتر العضلى لم يعد بالطول الذى كان فهو يتحرر نتيجة قتال الجار من أجل الطعام أو نتيجة للفرار من وحش ضار مفترس.
وعلى الرغم من مرجع المشاعر داخليا، وذلك لأنه لا يوجد نشاط جسمانى أو حركة يمكننا بواسطتها تغيير الأشياء.
وتسبب عدم الشعور بالارتياح والنتيجة هى أن الإنسان قد يجلس فى عمله أو مكتبة متوترا مستشيطا غضبا نتيجة لخطأ ما ارتكبه أحد الزملاء فى العمل، أو وهو جالس فى السيارة خلف عجلة القيادة نتيجة لخطأ أحد السائقين الآخرين أو نتيجة لتأخره عن العمل نتيجة لازدحام المرور.
ومع ذلك فهو غير قادر على التنفيس عن غضبه، ولذلك فهو يجلس محبطا خائب الأمل فيشعر البعض بذلك، وامتلأت نفوسهم بكل هذه المشاعر ولا تزول وبهذا فإن العضلات ستتشنج وتتوتر وتتألم.
والتوتر والشد العصبى من ذلك النوع سيؤثر بالطبع على فرد وعلى حيويته وأدائه وعلى جسمه بطرق مختلفة.
فالبعض يشعر بالأم فى الرقبة، والبعض يتطور ليشمل الكتفين والذراعين، ولكن البعض الآخر قد يشعر بالألم فى أسفل الظهر.
وقد يتطور ليمتد للرجلين وقد يؤدى إلى تقلص عضلى يمسك بكل هذه المناطق.
الكاتب: فاطمة إمام
المصدر: موقع اليوم السابع